الباحث عن الأمل
على شرفة العمر البعيدة..............كان يقف وحيدا باحثا عن أمل يسحقه........ يأخذه يمزجه فيه.......يسحبه إليه............ كان ينظر من شرفته بعيون بارقة بالأمل............ كان يبحث عن الأمل............. ومع الصبح كان الوهج يشتد ويجفف ذاك الحبل السري الذي يربطه بالداخل.....مع كل وقت يمر يزداد جفاف الحبل ويقصر وما يزال يبحث عن أمل يصهر فيه.........ويتلاشى الحبل وتصير الشرفة صغيرة ينبعث منها ضوء لا يكاد......
الحقد.به الكره....... الحقد ....... وينسى فطرته ويأخذه الداخل.....لم يعد هو.............. ويبقى يبحث عن الأمل.....يصارع من اجله يحاول أن يتذكر تلك الخيوط الذهبية تنبعث من قلبه لكن...............لم يعد القلب هو القلب ولا الحياة هي الحياة فالحب يتغذى عليه الكره والغروب يقترب...........هي فلسفة الحياة....................
فالحياة ينبعث منها رائحة الموت.......... ولتكتمل ملامح الصورة....... الموت يعطينا الحياة.......وهو يبحث عن الأمل ليعيد الخيوط إلى مكانها.......والقلب ما عاد هو العقل زاد تحكمه في قلبه واحتل الدخان القلب.... ولم يزل يبحث عن أمل........والشرفة غابت ولم يبقى منها إلا ظلال قاتم......... هل هذا الظل يشبه قلبه؟؟؟؟؟؟
هل هذا القلب ما زال ينبض؟؟؟؟؟؟ ....... وهل ما زال يبحث عن أمل يجرفه إلى هاوية العشق المنشود المفقود؟؟؟؟؟؟
وظل يبحث عن أمل..........وهي كانت تقف هناك....... في البعيد....... ما زالت شرفتها قريبة منه وما زال قلبها ينبض بحياة ذهبية بخيوط شمس أقوى.... كانت تقاوم تقلص الحبل السري...... لا تريد الولوج إلى الداخل...... وكان يسحبها.....وكان قلبها يضيء.........كانت اصغر منه بخمس سنين..............عند انزلاقها إلى شرفة عمرها كان هو يقف وكانت عيناه تبرق........وكان يبحث عن الأمل..... في هذا الوقت كانت هي من يشكل الأمل.........جميلة هي......... بكاؤها......... كركرتها....... جلدها الناعم ........وقلبها المضيء........وكبرت في شرفتها ......وكبرت وكبرت........وهو زاد انجذابا إلى الداخل....... وما زالت هي في الشرفة........وبقيت تصارع انجذابها إلى الداخل..... وبقي قلبها ينبض بالأمل....... يرش العطر على الحياة........حبلها السري نجح في التلاشي وبقيت شرفتها مضيئة تراها داخلها....... هي لم تغادرها......وظلت تحب وصار هو يكره............هي تعطي وهو يأخذ................ هي لم يتعرف قلبها على الحقد وهو عاشه.......... هي الطفولة والبراءة وهو الآخر في تلك المشاعر....... هي الحياة وهو الموت القادم.......ظلت ومع اقتراب النهار من منتصفة...... لطيفة تبذر الورود وهو صار يبحث عن وردة يقطفها........ليجد الأمل المفقود............. وظل هو يبحث عن أمل يصهر فيه.........وشده رائحةة العبق المنبعث من ذاك الظل....... وصارت ملامحه ترتسم أكثر.....لقد نسي ما أصل هذا الظل......وظلت رائحة العشق المنبعث من عبق الورد المرشوش تشده....... وترتسم الملامح أكثر.........الداخل أصبح أكثر إضاءة............ وذاك الظل صار ينجلي.....وملامح الشرفة تزداد وضوحا......وما زال يبحث عن أمل يصهر فيه........... يشده إليه.............
وقلبه ينبت فيه وردة سقطة فيه من شرفتها.....................